الإنسان والمواهب ما من إنسانٍ إلّا ويحتفظ في نفسه بقدراتٍ ومواهبٍ عظيمةٍ، متأصّلة في نفسه بالفطرة، أو مكتسبة من الحياة، وهذه المواهب متى أتيح له التعبير عنها، فإنَّها تظهر بشكل قويٍ ومؤثّر، وتحتاج إلى وسائل لكشفها وإظهارها، ابتداءً من البيت، ومروراً بالمدرسة، وانتهاءً بالجامعة والمجتمع بشكلٍ عامٍ، وما لم يتم ذلك تبقى حبيسة في نفس صاحبها، ويحرم من ثمراتها، وفي هذا إضرار به وبالمجتمع بشكلٍ عامٍ.
سبل اكتشاف الإنسان لمواهبه - سؤاله المحيطين به عن مواهبه وما يتميّز به عن غيره.
- تأمل الإنسان لنفسه جيداً فهو الأدرى والأعرف بما يمتلك من قدرات.
- كتابة السيرة الذاتيَّة، وذلك بأن يكتب الإنسان لوحده على ورقة الأمور التي يتقنها ويشعر بالسعادة أثناء القيام بها، والأمور التي يطمح إلى تنفيذها.
- تنمية القدرات الحاليّة، وذلك بالالتحاق بدورات وبرامج تأهيليّة لرعاية ما لديه من قدرات وتطويرها.
- التجربة الدائمة والمستمرّة كلَّما سنحت الفرصة.
- تعريض نفسه لمواطن المسؤولية في بعض المواقف الطارئة، إن كان له مواهب في ذات السياق، كمن موهبته الخطابة، أو التدريس، فيحدث موقف طارئ يستدعي من صاحب الموهبة التصرّف ليسدّ النقص الحاصل، كغياب خطيب الجمعة عن الخطابة بشكل مفاجئ
أو غياب طالب عن دورٍ قياديٍ معيّن.
- محاكاة أصحاب المواهب وتقليدهم، فالموهبة تنمَّى بالتقليد والممارسة، وتصقل بالتجارب.
- التعبير عن الموهبة التي يكتشفها الإنسان في نفسه، بالموقف التعبيري الذي يقتضيها، كالكتابة، أو الغناء، أو النشيد، أو العزف، أو الرسم، أو القيادة.
- المشاركة الإيجابيَّة والفاعلة في الفعاليات الرسميَّة وغير الرسميَّة المتاحة، فهذه الفعاليَّات محطَّة قوية لاكتشاف المواهب وعرضها.
- المشاركة في الأعمال التطوعيَّة التي تتشابه ومواهبه باستمرار، كالمخيَّمات الصيفيَة، والمعسكرات الكشفيَّة، حيث تعدُّ فرصة قوية لاكتشاف المواهب وإظهارها، وتنميتها وصقلها.
- سجال المواهب مع الأصدقاء، وذلك بتعبير كل صاحب موهبة عن موهبته.
- متابعة البرامج الإعلاميَّة وميادين إبراز المواهب، حيث تستثير هذه المتابعة ما لدى الإنسان من مواهب مشابهة، وتشجِّعه على إبرازها، والبحث عن سبل وفرص التعبير عنها، فالموهبة دائماً تفجِّر الموهبة وتدفعها للأمام دفعاً.
- دراسة أحوال أصحاب المواهب، ومقارنة نفسه وما يحمل من مواهب بهم، بما لديه من مواهب تفوقهم أو تساويهم أو تقلّ عنهم بقليل، ممَّا يشجّعه على تعهُّد ما لديه من مواهب وصقلها وإبرازها.
إنَّ أفضل أنواع التربية، هي التربية التي تقوم على العناية بما لدى الإنسان من اتّجاهات ومواهب وقدرات، ثمَّ إنَّ هذا الاهتمام يُبْرِزُ اعتزاز الإنسان بنفسه وثقته بقدراته ومواهبه وقواه الكامنة، وفيه صقل لشخصيَّته وتقوية لها، ويحقّق الإبداع ويشجّع عليه، وكذلك يستفيد المجتمع من طاقات أبنائه، ويكتفي بهم في مجالات إبداعهم عن غيرهم، ممَّا يعود بالنفع على الأوطان والأمَّة بشكل عام، وفي المقابل فإنَّ طمس المواهب، وتجاهلها يلحق الأذى والضرر بأصحابها، ويشجِّع على الإحباط، ويقتل روح التنافس النظيف، ويشجع التخلُّف والجهل، وفي هذا كله حرمان للمجتمع من طاقات أبنائه، وتنكُّر للإبداع، وتجاهل للحضارة ومنجزاتها.